أبو الطيب المتنبي

أبو الطيب المتنبي (915–965م) هو أحد أعظم شعراء العربية على الإطلاق، وقد ترك إرثًا أدبيًا خالدًا جعله “مالئ الدنيا وشاغل الناس” كما وصفه معاصروه. إليك نظرة شاملة عن حياته وإنجازاته:

النشأة والاسم 129

  • الاسم الكامل: أحمد بن الحسين بن الحسن بن عبد الصمد الجعفي الكندي الكوفي.
  • الميلاد: وُلد عام 303هـ / 915م في حي كندة بالكوفة (العراق)، ونُسب إلى هذا الحي وليس إلى قبيلة كندة.
  • لقب “المتنبي”: اختلف المؤرخون في سبب التسمية:
    • رواية تشير إلى ادعائه النبوة في صباه (لكنها تُعتبر ضعيفة أو ملفقة).
    • رواية أخرى تربط اللقب بـ”النَبْوَة” (المكان المرتفع)، كناية عن علو مكانته الشعرية .

حياته وشخصيته

  • النشأة: نشأ يتيمًا (توفيت أمه مبكرًا)، وكفلته جدته التي كان لها تأثير كبير عليه.
  • التعليم: أظهر نبوغًا مبكرًا، فحفظ الشعر والأدب في الكتاتيب، ثم ارتحل إلى البادية ليتعلم الفصاحة من الأعراب.
  • الشخصية: عُرف بكبريائه وطموحه الجامح، وكان يعتز بنفسه حتى في مدحه للأمراء.
  • ادعاء النبوة: في شبابه، قيل إنه ادعى النبوة في بادية السماوة، فسجنه والي حمص (لؤلؤ)، ثم أُطلق سراحه بعد تراجعه .

رحلاته وعلاقاته بالحكام

  1. سيف الدولة الحمداني (حلب):
    • قضى أفضل أيامه في بلاطه (337–354هـ)، وكتب أبلغ قصائد المدح والفخر.
    • شارك في معارك ضد الروم، ووصفها بشعره.
    • انتهت العلاقة بخلافات بسبب حسد حاشية سيف الدولة وكبرياء المتنبي .
  2. كافور الإخشيدي (مصر):
    • مدحه طمعًا في منصب، لكن كافور لم يلب طلبه، فهجاه هجاءً لاذعًا .
  3. عضد الدولة البويهي (فارس):
    • مدحه في شيراز، لكنه غادر بعد أشهر دون سبب واضح

خصائص شعره

  • الحكمة والفلسفة: مثل “الخيل والليل والبيداء تعرفني” و”على قدر أهل العزم تأتي العزائم”.
  • الفخر: كثيرًا ما يفتخر بنفسه، حتى في قصائد المدح.
  • الوصف الدقيق: خاصة في وصف المعارك والطبيعة.
  • القوة البلاغية: تميزت قصائده بالجزالة والصنعة اللغوية دون تكلّف.

وفاته

  • قُتل عام 354هـ / 965م في النعمانية (قرب بغداد) على يد فاتك الأسدي انتقامًا لهجاء المتنبي لابن أخيه (ضبة الأسدي).
  • يُحكى أنه همَّ بالفرار، فذكّره غلامه ببيت له عن الشجاعة، فعاد وقاتل حتى قُتل.

إرثه

  • ترك حوالي 326 قصيدة، تُرجمت إلى عدة لغات.
  • نال مكانة فريدة في الأدب العربي، حيث شُرح ديوانه أكثر من 40 مرة 9.
  • لا يزال مصدر إلهام للشعراء والأدباء حتى اليوم.

“أنا الذي نظر الأعمى إلى أدبي ** وأسمعت كلماتي من به صممُ” — المتنبي .

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *