السيرة الذاتية لأبي تمام: شاعر العصر العباسي وأمير البيان
النسب والمولد
أبو تمام هو حبيب بن أوس بن الحارث الطائي، أحد أشهر شعراء العصر العباسي. وُلد في قرية جاسم من قرى حوران بسورية (حالياً في جنوب سوريا) 215. اختلف المؤرخون في سنة ميلاده بين 172هـ و192هـ، لكن أغلب الروايات تشير إلى أنه ولد حوالي سنة 190هـ/803م 212.
الخلاف حول أصوله
ثار جدل حول أصول أبي تمام، حيث ذكر بعض المؤرخين أن والده كان نصرانياً يُدعى “ثادوس” أو “ثيودوس” (وهو اسم يوناني)، ثم أسلم وغير اسمه إلى “أوس” وادعى الانتساب إلى قبيلة طيء العربية 1015. بينما يؤكد آخرون أنه عربي صليبة من طيء 5. هذا الجدل استُخدم من قبل خصومه للتقليل من شأنه، كما يظهر في بعض أشعار الهجاء التي وُجهت ضده
النشأة والتنقلات
نشأ أبو تمام في الشام وتلقى علومه في مساجد دمشق، حيث درس اللغة والدين والشعر 212. انتقل بعدها إلى مصر وعمل ساقياً في مسجد عمرو بن العاص بالفسطاط، بينما كان يواصل تثقيف نفسه 211. ثم تنقل بين عدة بلدان:
- أرمينيا: حيث مدح واليها خالد بن يزيد الشيباني
- العراق: استقدمه الخليفة المعتصم إلى بغداد
- خراسان: حيث مدح عبد الله بن طاهر
- الموصل: حيث تولى منصب بريد الموصل في آخر حياته
الحياة الأدبية والشعرية
يعد أبو تمام أحد أعمدة الشعر العربي، وقد تميز بـ:
- قوة وجزالة الألفاظ
- عمق المعاني وابتكار الصور الشعرية
- تنوع الأغراض بين المدح والرثاء والغزل والهجاء
- التأثير الكبير على من جاء بعده كالبحتري والمتنبي
من أشهر قصائده:
- قصيدة “السيف أصدق أنباء من الكتب” في فتح عمورية 911
- “نقل فؤادك حيث شئت من الهوى” في الغزل 9
- “كذا فليجل الخطب وليفدح الأمر” في الرثاء 9
مؤلفاته
ترك أبو تمام إرثاً أدبياً كبيراً، من أهمه:
- ديوان الحماسة (أشهر أعماله)
- فحول الشعراء
- مختار أشعار القبائل
- الوحشيات (ديوان الحماسة الصغرى)
- نقائض جرير والأخطل (نسب إليه)
الصفات الشخصية
وصفه المؤرخون بأنه:
- أسمر البشرة، طويل القامة
- فصيح اللسان مع تمتمة بسيطة
- واسع الثقافة، يحفظ 14 ألف أرجوزة عربية
- سريع البديهة، كما ظهر في مواقف عديدة
الأسرة والوفاة
لم تذكر المصادر الكثير عن أسرة أبي تمام، إلا أنه كتب مراثي لزوجته وولدين من أولاده وأخ يدعى سهم 11. توفي في الموصل سنة 231هـ/845م (وقيل 232هـ) وهو في أواخر الأربعينيات من عمره .
مكانته وأثره
يعد أبو تمام من أبرز شعراء العربية، وقد اختلف النقاد في التفضيل بينه وبين المتنبي والبحتري 15. وصفه أبو الفرج الأصفهاني بقوله: “ما كان أحد من الشعراء يقدر على أن يأخذ درهماً في حياة أبي تمام، فلما مات اقتسم الشعراء ما كان يأخذه” 2. ترك أثراً كبيراً في الأدب العربي، حيث يعتبر المجدد الأول للشعر في العصر العباسي