نبذة عن حياته
وُلد طه حسين علي سلامة في 14 نوفمبر 1889 بقرية الكيلو بمحافظة المنيا في صعيد مصر. فقد بصره في سن الرابعة بسبب إصابة بالرمد عولج خطأً، لكن ذلك لم يمنعه من تحقيق إنجازات علمية وأدبية غير مسبوقة. يُعد أحد أبرز رواد النهضة الفكرية في العالم العربي، وحصل على لقب “عميد الأدب العربي” لدوره المحوري في تحديث الأدب والنقد125.
التعليم والمسيرة الأكاديمية
الكتاب والأزهر: حفظ القرآن في كُتّاب القرية، ثم التحق بالأزهر عام 1902، لكنه انتقد جموده الفكري، مما دفعه إلى الالتحاق بالجامعة المصرية (1908)، حيث حصل على الدكتوراه الأولى عام 1914 عن أطروحته المثيرة للجدل “ذكرى أبي العلاء”.
الدراسة في فرنسا: أوفدته الجامعة إلى فرنسا، وحصل على دكتوراه ثانية من السوربون عام 1918 عن “الفلسفة الاجتماعية عند ابن خلدون”، بالإضافة إلى دبلوم في القانون الروماني. هناك تزوج من سوزان بريسو، التي ساعدته في القراءة وأصبحت رفيقة حياته وداعمة رئيسية لإنتاجه الفكري.
الإنجازات المهنية
أستاذًا وعميدًا: عُين أستاذًا للتاريخ اليوناني والروماني، ثم عميدًا لكلية الآداب (1930)، وأصبح أول مدير لجامعة الإسكندرية (1942)1.
وزير المعارف (1950–1952): قاد حملة لتجديد التعليم، وأشرف على مجانيته وإلزاميته، قائلاً: “التعليم كالماء والهواء حق لكل مواطن”. أسس جامعات مثل عين شمس وساهم في تعميم التعليم العالي.
أبرز المؤلفات
“الأيام”: سيرة ذاتية تُرجمت إلى عدة لغات، روى فيها معاناته وإصراره على التعلم.
“في الشعر الجاهلي” (1926): أثار جدلاً هائلاً بتشكيكه في صحة بعض الشعر الجاهلي، واتُهم بالزندقة، لكنه دافع عن منهج الشك العلمي.
“مستقبل الثقافة في مصر” (1938): دعا إلى تبني قيم الحداثة والانفتاح على الثقافة المتوسطية، مع الحفاظ على الهوية المصرية.
أعمال أخرى: “دعاء الكروان” (رواية)، “حديث الأربعاء” (نقد أدبي)، “المعذبون في الأرض” (نقد اجتماعي).
الجدل والإرث
واجه هجمات من التيارات التقليدية بسبب أفكاره التنويرية، مثل رفضه الجمود الديني والدعوة إلى تحرير المرأة. رُشح 21 مرة لجائزة نوبل في الأدب، وحصل على قلادة النيل (1965) وجائزة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان (1973).
وفاته
توفي في 28 أكتوبر 1973 بعد أيام من انتصار مصر في حرب أكتوبر، تاركًا إرثًا من الكفاح من أجل العقلانية والحرية الفكرية.
طه حسين: عميد الأدب العربي ورائد التنوير
