مارك توين (1835-1910)، واسمه الحقيقي صمويل لانغهورن كليمنس، هو أحد أشهر الكتاب الأمريكيين وأبرز الساخرين في الأدب العالمي. اشتهر بأعماله التي تجمع بين الفكاهة والنقد الاجتماعي، مثل “مغامرات توم سوير” و”مغامرات هكلبيري فين”، والتي تُعتبر من العلامات البارزة في الأدب الأمريكي.
حياته المبكرة
وُلد مارك توين في 30 نوفمبر 1835 في فلوريدا بولاية ميزوري، وكان الطفل السادس في أسرة فقيرة. انتقلت عائلته إلى هانيبال، وهي بلدة على ضفاف نهر المسيسيبي، والتي أصبحت لاحقًا مصدر إلهام لرواياته. توفي والده وهو في الحادية عشرة من عمره، مما اضطره إلى ترك المدرسة والعمل في الطباعة لمساعدة أسرته
مسيرته المهنية
- عمل كربان سفينة بخارية: تدرب على قيادة السفن في نهر المسيسيبي، وهي تجربة ألهمته لاحقًا في كتابة “الحياة على نهر المسيسيبي”. توقف عن هذه المهنة بسبب الحرب الأهلية الأمريكية عام 1861
- بدايته الأدبية: بدأ بالكتابة في الصحف، ونشر أول قصة ناجحة له، “الضفدع النطاط الشهير في مقاطعة كالافيراس” (1865)، والتي حققت له شهرة واسعة
- أشهر أعماله:
- مغامرات توم سوير (1876) – قصة عن طفل شقي يعيش مغامرات في بلدة خيالية مستوحاة من طفولته.
- مغامرات هكلبيري فين (1884) – تُعتبر من أعظم الروايات الأمريكية بسبب نقدها للعبودية والعنصرية
- الأمير والفقير (1881) – رواية تاريخية تسخر من الطبقية الاجتماعية
حياته الشخصية والإخفاقات المالية
تزوج من أوليفيا لانغدون عام 1870، وأنجب أربعة أطفال، لكنه عانى من مآسٍ عائلية، حيث توفيت زوجته وثلاثة من أطفاله قبل وفاته. كما واجه إفلاسًا بسبب استثماراته الفاشلة، لكنه سدد ديونه من خلال جولات محاضراتية ناجحة
أسلوبه الأدبي وإرثه
عُرف توين بأسلوبه الساخر والواقعي، حيث انتقد الفساد السياسي والاجتماعي في أمريكا. لقبه ويليام فوكنر بـ”أبي الأدب الأمريكي” بسبب تأثيره الكبير على الأجيال اللاحقة
وفاته
توفي في 21 أبريل 1910 بنوبة قلبية، بعد يوم واحد من اقتراب مذنب هالي من الأرض، وهو المذنب الذي ظهر أيضًا عام مولده
أشهر أقواله
- “الحرب هي قتل مجموعة من الأغراب الذين لا تشعر نحوهم بأي عداء.”
- “بعد عشرين عامًا، ستندم على الأشياء التي لم تفعلها أكثر مما فعلت.”
يُذكر مارك توين ليس فقط ككاتب عظيم، ولكن أيضًا كفيلسوف وناقد اجتماعي، ترك إرثًا أدبيًا خالدًا.
