نيقولاي فاسيليفتش غوغول (1809–1852) هو أحد أبرز الكتاب الروس وأحد مؤسسي الأدب الواقعي في روسيا، معروف بأسلوبه الساخر ودمجه بين الخيال والواقعية. إليك نظرة شاملة عن حياته وأعماله:
حياته المبكرة والتعليم
- وُلد في 1 أبريل 1809 (أو 20 مارس حسب التقويم اليولياني) في قرية سوروتشينتسي قرب بولتافا بأوكرانيا، التي كانت جزءًا من الإمبراطورية الروسية آنذاك .
- نشأ في بيئة ريفية غنية بالفولكلور الأوكراني، وتأثر بأبيه الكاتب المسرحي الهواة .
- درس في مدرسة نيزين العليا للفنون، حيث بدأ كتاباته الأولى وظهرت موهبته في التقليد والكوميديا .
مسيرته الأدبية
- البدايات الفاشلة:
- انتقل إلى سانت بطرسبورغ عام 1828، وحاول العمل كممثل وشاعر لكنه فشل، حتى أحرق ديوانه الأول “هانز كوشيلغارتن” .
- النجاح المبكر:
- اشتهر بمجموعته القصصية “أمسيات في مزرعة قرب ديكانكا” (1831–1832)، التي مزجت الفولكلور الأوكراني بالخيال والسخرية
- من أعماله البارزة الأخرى: “تاراس بولبا” (عن القوزاق الأوكرانيين)، و”يوميات مجنون”، و”الأنف” (قصة سريالية)
- الواقعية والنقد الاجتماعي:
- كتب “المعطف” (1842)، التي أصبحت رمزًا للواقعية الروسية، وقال عنها دوستويفسكي: “كلنا خرجنا من معطف غوغول” .
- مسرحية “المفتش العام” (1836) هاجمت الفساد البيروقراطي في روسيا القيصرية، مما أثار جدلاً كبيرًا
- رواية “النفوس الميتة” (1842)، وهي ملحمة ساخرة عن المجتمع الروسي، لكنه أحرق الجزء الثاني قبل وفاته بسبب أزمته النفسية
أزمته الشخصية والوفاة
- عانى من اكتئاب حاد وتأثر براهب متشدد اسمه ماتفي كونستانتينوفسكي، الذي أقنعه بأن أعماله خطيئة .
- في فبراير 1852، أحرق مخطوطة الجزء الثاني من “النفوس الميتة” وتوقف عن الأكل، ليتوفي بعد 9 أيام في 4 مارس 1852 .
إرثه وتأثيره
- يُعتبر “أب الواقعية الروسية”، وأثر في كتاب مثل دوستويفسكي وتولستوي وكافكا .
- تميز أسلوبه بالغرابة والسخرية، كما في قصة “الأنف” حيث يهرب أنف موظف ليصبح شخصًا مستقلًا .
اقتباسات مشهورة :
- “بعض الناس يعيشون في هذا الوجود لا كشخصيات مستقلة بل كلطخ على شخصيات الآخرين”.
- “الحديث الظريف أشهى من أطباق الطعام في العالم”.
غوغول ترك إرثًا أدبيًا فريدًا، يجسد تناقضات الإنسان بين الضحك والمرارة، والخيال والواقع