ميخائيل نعيمة: فيلسوف الأدب والروحانيات

نبذة عن حياته
وُلد ميخائيل نعيمة في 17 أكتوبر 1889 في قرية بسكنتا بلبنان، لعائلة أرثوذكسية يونانية. تلقى تعليمه المبكر في مدرسة الجمعية الفلسطينية، ثم انتقل إلى أوكرانيا لدراسة اللاهوت والأدب الروسي في مدينة بولتافا (1905–1911). هاجر لاحقًا إلى الولايات المتحدة عام 1911، حيث درس الحقوق والفنون الليبرالية في جامعة واشنطن، وحصل على الجنسية الأمريكية. عاد إلى لبنان عام 1932 واستقر في قريته، متخذًا لقب “ناسك الشخروب” بسبب ميله للتأمل والعزلة. توفي في 28 فبراير 1988 عن عمر يناهز 98 عامًا 2710.
المسيرة الأدبية والفكرية
الرابطة القلمية: أسس مع جبران خليل جبران وكتاب آخرين “الرابطة القلمية” في نيويورك (1920)، التي دعت إلى تجديد الأدب العربي وربطه بالحداثة العالمية
التعددية الثقافية: كتب بالعربية والإنجليزية والروسية، متأثرًا بالأدب الروسي (مثل تولستوي ودوستويفسكي) والفلسفات الشرقية
النزعة الروحية: تميزت أعماله بالعمق الفلسفي والبحث عن المعنى الوجودي، كما في كتابه “كتاب مرداد” الذي وصفه الصوفي أوشو بأنه “أعلى من أي كتاب في الوجود”
أبرز المؤلفات
“كتاب مرداد” (1948): رواية رمزية تدور حول هيكل قديم يُدعى “الفلك”، تطرح فلسفة الوحدة بين الإنسان والكون
“الغربال” (1923): مجموعة مقالات نقدية هاجم فيها التقليدية الأدبية، داعيًا إلى التجديد
“سبعون” (1959–1960): سيرة ذاتية تغطي 70 عامًا من حياته، مليئة بالتأملات الفلسفية
“همس الجفون” (1945): ديوانه الشعري الوحيد، يجمع بين القصائد العربية والمترجمة من الإنجليزية
“جبران خليل جبران” (1936): سيرة لصديقه جبران، كُتبت بأسلوب تأبيني فلسفي
المواقف الجدلية والإرث
رفض الطائفية: دعا إلى فصل الدين عن المؤسسات، معتبرًا أن “رجل الدين” فكرة بشرية وليس دينية
النقد الاجتماعي: هاجم التقاليد البالية في كتب مثل “الأوثان” (1946)، ووصف الحرب بأنها “نيران تشتعل في قلوب الناس قبل المدافع”
الجوائز: حصل على جائزة رئيس الجمهورية اللبنانية (1961) وتكريم في مهرجان دولي (1977)
عزلته وحياته الشخصية
عُرف نعيمة بحبه للعزلة في قريته الجبلية، حيث كتب:
“العزلة حاجة في نفسي مثل الخبز والماء… ما ابتعدت عن الناس إلا لأقربهم مني”
رفض الزواج طوال حياته، لكنه أحب فتاة روسية أثناء دراسته في أوكرانيا، وطلب في وصيته أن يُترك ضريحه مفتوحًا لعلها تزوره